عاش فقيرا ...فمات على فراش من ذهب.

لطالما قلت ان ابسط الاحداث في الحياة هي اعظمها على الاطلاق ،و لربما اصغر التفاصيل فيها هي اشدها على الارجح...ترددت في كتابة هذا المقال ،لكنني كتبت و ساكتب ما بقيت...
صدق من قال ان الحياة درب من التجارب،السابق فيها يحاكي اللاحق ،و المؤلم فيها يمزق بسمة الحلو...و دون ان اطيل عليكم ما من شك ان اصعب لحظات الحياة الما الوداع بعد المعاشرة،خاصة من تروق لك هنيهات الجلوس معه ،و لا تقوى في ساحة الحياة دونه ،و لا تعي افعالك من غير نصائحه...
انه الصديق و الذي يقال عنه ان نتركه لوقت الضيق ،صديق الدمع و الضحك ،صديق الحزن و الفرح،لا اخفي عليكم انها كلمة اصبحت من اخطر الكلمات شكلا و مضمونا،خاصة ان النظرة المادية تخللت صداقة القرن الواحد و العشرين،و كبلت فيها كل معاني الاخوة و الصفاء،الشفافية و المصداقية،ليحل محلها بزنس او صداقة مصلحة لفائدة طرف واحد...آآآه المهم...
استحلفكم بالله لا احد ينكر ان نسبة الصداقة 0.00001% صادقة ،و اكيد الكل يعاني من الصداقة ،لانه و للاسف نحن بعيدون كل البعد عن النقد و الموضوعية ،و الصراحة الفاضلة،لماذا لا نطبق مقولة :(نعم امرىء اهدى اي عيوبي)هل نصح الصديق لا يصب في مصلحته.
و رب الكعبة غالبية العالم العربي غلط ،الا لمن رحمه ربي ،و لا احد يستطيع نكران حب ذاته ،فانا صراحة امجد ذاتي فوق كل اعتبار مع التحفظ.
علمتني الحياة يوما ان خداع الاصدقاء لي ،و تخليهم عني في اصعب الظروف ،مكنني من اتخاذ زمرة من المعايير ،لاميز بين ما هو صديق ،و بين ما هو عدو تحت قناع الصديق...
عش فقيرا فستموت على فراش من ذهب ،لا تدس و لا تترك احدا يدوسك،فان داسوك اكظم غيظك،مصداقا لقوله تعالى :(و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين).ان وجدت صديقك يغتابك فتصرف كان شيئا لم يكن،و الله العلي العظيم الحياة لا تنتظر مرا او حلوا، جرحا او طعنة الا شفتها ،و انست صاحبها موفق تلقيها.
عليك بالصبر فدرهمه يساوي الف دينار،فهو شريان الحياة في اسمى معانيه،اصدقائي لو قابلنا الاهانة بغيرها لما وجدت هناك حياة،و لما كانت هنلك لحظات سعادة و امل ،علمتني الايام ان اقابل الشر بالخير لكي اعيش ،و الاهانة ببسمة و اعتبرها نقدا بناءا،و عند الضرورة اقابل النار بالنار ...
ربما الحب سيهزم الكره يوما ما...و سيظل الحقد و البغضاء با قيين ما بقي اليل و النهار...لكن اقول هذا ،و لطالما قلت هذا :ان بهاء الرب سيتجلى ،و رحمته السرمدية الواسعة ستعم الدنى بهجةو سرورا و املا ...
و ان نور الرحمان عز و جل منبق لن تحجبة يد لئيم ملوثة بمساوىء شيطانية...و ان ضوء النهار باق و ان حل الليل لا بد له وان ينجلي ليحل محله ضوء النهار... و لا بد لشعاع الامل ان يتصف بالديمومة، طالما كانت اعيننا متجهة صوبه،و ايدينا ضاغظة على عروته الوثقى...
لو تركت قلمي يكتب ،لكتب الى ان يفرغ الصفحات ،و لو تركته لكتب بالدم من شدة الاسى...لست بصدد افراغ مشاعري ،او اصرخ لكي اسمع ،بل اسرد تجربتي عل و عسى ان يستفيد منها غيري ، كما لا يمكن ان نعمم الفكرة فهنلك اصدقاء لا بد و ان يمشوا على رؤوسنا....

انتظروني في مقال آخر.......(اهدتني صليبا و تابوتا)

مشكورين على ردودكم البناءة

جيد اليك الآتي:
مبدا فلسفي يقول:ما هو حقيقة عندي فهو ليس حقيقة عند البعض و لا يرتقي كحق لدى البعض الآخر .
انا معك يمكن الناس تختلف و اكيد في صداقة لكن اين نجدها ،هنلك قيمتين مثاليتين في الدنيا :العدالة و الصداقة .
المثالية ماتت مع افلاطون و كانط و غيرهم ،نحن في ذواتنا تتواجد العبر و المعاني و التجارب بطريقة تراكمية تتيح لك التمييز و الاختيار و التررد و الا لماذا سمي الانسان بالمتردد و ذاته بالخائفة من قول الحقيقة.
دعنا من الكلام الفلسفي و لنرجع الى الواقع اخي و او اختي لا اعرف،لماذا اصبح الانسان يحلم احلاما خائبة؟تكون الاجابة عن خيبات الامل في حياته الواقية .لماذا يفكر الانسان في الضحك الكثير ؟تكون الاجابة لانه بكى .لماذا يفكر الناس في الغلبة على بعضهم بعضا ؟نكون الاجابة لانهم كرهوا بعضهم بعضا ...و غيرها .
اخي او اختي منطق الحياة اليوم في العالم العربي منطق القوة و الواقع يثبت ذلك و صدق -هوبز-لما قال:"من يمتلك القوة يمتلك الحق".احسن صداقة في حياتي صداقة يداي و افكاري و مبادئي و اناملي و تجاربي،الحياة مو لعبة او فلسفة ساذجة ،الحياة واقع مرير لمن اراد ان يتعلم منها ،و الا امش و وجهك على الارض و بمحاذات الحائط،و ستموت مجهول الهوية .
الناس وراء مصالحها تسعى و لو وجدوك سلما لداسوك ....-مع كامل الاحترام-
عندي مبدا في الحياة :اكون او لا اكون ......يبقى رايي قابل للنقاش حتتتتتتتتتتتفرغ الصفحات باي
اقول لك على فكرة القديس اغسطين الجزائري صاح في كتابه "مدينة الله" على عالم مخلص امين وفي و مات و لم يرى حلمه يتحقق و قال في نهايته(... يبدو ان عالمي لن يكون له مكان لانه لا وجود له من الاساس).
لا يوجد شيئ ثابت في الحياة و لا يمكن ان يوجد العالم نسبي و الحقيقة نسبية و بذلك تون الصداقة نسبية ،و من جهة اخرى لا يمكننا ان ننفي وجودها و الا لماذا تسمى من الاساس.
بالنسبة لذواتنا حكم علينا حبيبي بالخطا و الا لماذا نحن في المجتمع الانساني ،مهما كنت حريصا في تعاملك مع الاخرين الا و تخطئ في حقهم و ان لم تفعل الا ما تجد من لا يفهمك .

بدايةً أفضل أن أعيد على تأكيد أن ماأقولة يعبر عن رأيي الشخصي ولا أقصد فيه أي شيء شخصي (فأنا ليس لدي شيء ضدك أو ضد مبادئك).

وأحب أن أقول أن المثالية لم ولن توجد يوماً حتى تموت لا مع أفلاطون ولا مع غيره، قد تكون وجدت في أفكارهم ولكنها لم توجد أبداً على أرض الواقع وإلا لما يوجد حياة أخرى وثواب وعقاب إذا كان العالم كله مثالية!!

-ماذا اصبح الانسان يحلم احلاما خائبة؟..............لانهم كرهوا بعضهم بعضا ...و غيرها .-

بالنسبة لهذه الجزئية من كلامك،ليست كل الناس تحلم أحلاماً خائبة قد تكون أفكار وطموحات البعض هي الخائبة فبالتالي يحلم أحلاماً خائبة وخيبات الامل في الحياة موجوده وأكيدة ولكن هنا تتضح قوة الشخصية والعزيمة والثبات وعدم اليأس والقنوط وأعتزال الناس و والحياة أساساً لم توجد لتكون سهلة على الناس. وبالنسبة للغلبة فهي ليست مشروطة بالكره؛ فالغلبة لها أيضاً مسمى آخر وهو التنافس فقد أقول أني أريد أن أغلب فلان في العمل أو في الدراسة لا يعني أني أكره هذا الشخص ولكن هذه هي التنافسية صحيح أن التنافس أحياناً غير شريف –كما يقولون- في هذه الحالة ترتبط الغلبة بالكراهيه.

ولم يخلق الإنسان ليعيش وحيداً، وعن نفسي لم تكن صداقتي مع نفسي من أسهل صداقاتي، وأفلاطون نفسه الذي تقول أن المثالية قد ماتت مع موته قد قال اشق أنواع الصداقة كافة هي صداقة المرء لنفسه، فلو أحسن الانسان أختيار أصدقائه لما عانى من الخيانة ووضع حدوداً لصداقاته ولكن من دون المبالغة حتى لا ينهتهى بنا المطاف كما أانتهى المطاف بنيتشه الذي على الرغم من العلم والعقلية التي حظى بها إلا إنه أنتهى وحيداً ومجنوناً بسبب الوحدة !!،ولا أقول بهذا أن صداقاتي كلها "مثالية" ولكن -على الصديق أن يحمل عيوب صديقه - شكسبير فلنا الحق بالمرور بتجارب فاشلة وأخرى ناجحة وألا نعمم الفشل على جميع تجاربنا إذا فشلنا في تجربة واحدة.

ومنطق الحياة فعلاً هو منطق القوة ولكن ليس فقط في العالم العربي ولكن في كل مكان للأسف.

اقرا مقال اهدتني صليبا و تابوتا ان اردت